منتدى الخواطر والأحاسيس

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الخواطر والأحاسيس

أدبى ثقافى اجتماعى


    ذكرى ساخرة بألمى

    عاشق الآمال
    عاشق الآمال


    المساهمات : 144
    تاريخ التسجيل : 18/02/2011

    ذكرى ساخرة بألمى Empty ذكرى ساخرة بألمى

    مُساهمة  عاشق الآمال الأربعاء مارس 20, 2013 10:22 pm

    " على الهامش .. معضمنا او جميعنا عاش ذكريــات لا تنسى .. جميل كان او سيئة .. لتمضي الايام وتتحول الذكرى الى شي كان يوما .. ويسخر منا الان .. لانه مضــــى .. لكنــ القطار يسيــر .. و تستمـــــــر الحيـــاة ... !! "


    وصل القطار ليقف في هدوء مخيف، هرول الجميع نحوه كانها النهاية، كنت من بين من قرروا الركض نحو بوابته، مكان على شكل مستطيل ضيق عمودي، داك هو المكان الذي وجدته، بالكاد تصلني أنفاس تروي رئتي، وتغير ما بداخلهما من هواء تلوث من الغدر والجراح. الم فضيع يقطع أمعائي، ربما الجوع .. فمند سنين لم أدق طعما للراحة ولا الهناء. مند داك اليوم، حين قرر ان يسلك كل منا طريق مختلف، وانا اتمزق.. اموت وأحيا مع كل نصيحة او عتاب، يعتبرونه ماضي، وانا اعتبره جزءا اعيشه بعيدا عن الحاضر، روحي تجوب الماضي بحلاوته ومره .. وجسدي يمضي مع الزمن ....

    من حسن حظي أنني أقف قبالة نافدة عالية بعض الشيء، تطل على فراغ واهم، اسرق النظر منها على المحيط الخارجي، فإذا بذكريات ساخرة، تلوح لي بأناملها : "تلك من كانت .. " سرعة القطار الجنوني لم تتح لي فرصة التوحد مع الكلمات، والاستمتاع بالنظر والتمعن في ذكرى مضت، لكنها على الأرجح ذكرياتي معه، فلم تكن لي أخرى مع سواه، أقف ساخرة منها بالفعل، فرغم مضيها لازالت تذكرني، ولازالت صورتها لم تفارقني، لكن الى متى ... !!!!!!

    وقوف اضطراري للقطار جعلني اصدم مقدمة راسي مع النافدة، سخرية الذكريات وضحكاتها مني اسمعها، اشعر بألم لكن استفهامي حول هدا الوقوف المفاجأ آنساني الألم، صوت مرتفع ومزعج، اسمعه ينطق اسمي ..... تساءلت في سري، من يا ترى ..!!!! استدرت ناحية الصوت فإذا برجل طويل القامة، ابيض الوجه، ذو لحية شقراء، ونظارات تتوسد انفه المعوج، يمد لي ظرفا أنيقا مختوم بطابع يثير الفضول ..

    يقول : تفضلي .. وصلتك هته .. براءتك .. انت حرة الان ..

    قلت : براءتي ..!!؟؟

    قال : نعم

    قلت : حسنا شكرا ..

    قال : العفو ...مع ان إيقاف قطار بهذا الحجم أمر صعب .. لكنها براءتك ..ولا جدال .. فالأمر يستحق المحاولة، وقد نجحت ..

    قلت : أشكرك مرة اخرى .. (ابتسامة عريضة مع استفهام حول المضمون)

    قال : لا عليك .. رحلة موفقة ..

    اختفى بين جموع الناس التي ازدادت ازدحاما أكثر مما كانت عليه من قبل حين سمعوا أمر البراءة، اعتقدوا أنني مجرمة ... ههههه ...

    آه راسي .. صدمته مرة اخرى لكن هذه المرة من مؤخرة الرأس وليس المقدمة (لمن يهمه الامر)، بعد ان انطلق القطار بشكل مفاجئ وغريب حتى كدت أنسى أمر الظرف، رفعت يدي بصعوبة وسط الازدحام القاتل، ظرف أنيق فتحته وأنا شبه مترددة رغم ان أمر البراءة مبهج لكنني تساءلت براءتي من ماذا.. ؟؟ هذا هو الامر المبهم ..!!

    عيون نصف ركاب القطار ترصدني، لم ابالي فلقد نسيت امر الناس والجموع، ولم اعد ابالي مند داك اليوم "يوم هجرني..." أدرت وجهي ناحية النافدة مرة أخرى، أسرع القطار بشكل جنوني وممتع هذه المرة ، فلم يتح لي فرصة أن أرى ما بالخارج بشكل واضح، سوى منظر كلوحة فنية مزجت بكل الألوان وسكبت عليها بشكل عشوائي، شكل غريب وغير واضح، قلبت الظرف بيدي، فتحته بلهفة وتأني ; لهفة القلب وتأني العقل; ورقة بيضاء كتبت عليها جملة واضحة:

    -- هنيئا عليك براءتك من الماضي، وفرصة عيش حاضر جديد وغد أفضل ... --

    مسحت دموعي المنهمرة فوق خدي اليابس، أمعنت النظر في كل الوجوه المتربصة بي و ابتسمت في سري فمعظم من وصل إلى سمعه جملتي لم يفهمها ولن يفهمها سواي، نظرت من النافدة فإذا بالصورة قد وضحت أكثر ...




    ولاول مرة قرر القلم ان يحمل انامله ويحكي لكم عن صاحبه ..



    منقول

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 2:50 pm